الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:-

 إن فهم الصفة في الدعوى يعزز الشفافية والنزاهة في العمل القضائي، حيث يضمن أن المشاركين في الدعوى لديهم الصفة المطلوبة للمثول أمام المحكمة، لضمان سير الإجراءات القانونية بناءً على الأسس الصحيحة، وعليه، فشرط الصفة من أهم شروط رفع الدعوى، إذ يمكن إثارته من قبل المتقاضين في أي مرحلة من مراحل الدعوى، كما يمكن للمحكمة إثارته من تلقاء ذاتها، ويمكن أن تقضي بناءً عليه بعدم قبول الدعوى المعروضة عليها إذا تحقق لديها أن المدعي لا صفة له في ادعائه، 


المبحث الأول/

شروط يلزم توفرها في طرفي الدعوى، المدعي والمدعى عليه: 

1- أن يكونَ كل منهما أھلاً للتصرفات الشرعية؛ وذلك بأن يكونَ كل أحدهما بالغًا رشداً؛ فالصغير والمجنون ونحوهما لا تقبل تصرفاتهما لنفسهما، ولا على غيرهما. 


2- أن يكون لكلٍّ مِنھما علاقة ومصلحة بالقضية:

وذلك يتحقق في صور متنوِّعة، منھا: 

أ - أن يكونَ المدعي يطلب الحق َّ لنفسه؛ فمثلا: (الأب لا يحق له المطالبة عن ابنه البالغ العاقل إلا بوكالة). 

ب - أن يكون المدعى عليه خصمًا في الدعوى، ومثال ذلك: الدعوى العقارية تقام على مَن بيده العين. ومثال آخر: دعوى الحضانة تقام على من بيده المحضون، ولو لم يكن أحد الوالدين.